أباك فبعثه نبيا، وثانية فاختار بعلك فأوحى إلي أن اتخذه وصيا ثم قال: أعطينا خصالا لم يعطها أحد: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك، وسبطا هذه الأمة ابناك، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين عليه السلام وقال:
من هذا مهدي هذه الأمة، وهذا الحديث قد أسلفناه آنفا فأعدناه استئناسا.
وأسند أبو جعفر بن بابويه إلى الحسن محمد بن صالح البزاز أنه سمع العسكري يقول: إن ابني هو القائم من بعدي تجري فيه سنن الأنبياء من التعمير والغيبة حتى تقسو قلوب الناس لطول الأمد، فلا يثبت على القول بها إلا من كتب الله في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه.
وأسند الشيباني إلى سعيد بن جبير قول زين العابدين عليه السلام: في القائم سنة من نوح؟ هي طول العمر، ومن إبراهيم الخفاء للولادة واعتزال الناس إياه، و من موسى الخوف والغيبة، ومن عيسى اختلاف الناس فيه، ومن أيوب الفرج بعد البلوى، ومن محمد صلى الله عليه وآله الخروج بالسيف.
وأسند صاحب المقتضب من طريق العامة قول جبرائيل للنبي صلى الله عليه وآله: إن الله يأمرك أن تزوج عليا بفاطمة، فدعاه وقال: إني مزوجك بها وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة، والشهداء المضرجون، المقهورون في الأرض من بعدي، عدتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلي المسيح خلفه.
وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عياش إلى السدوسي أنه لقي في بيت المقدس عمران ابن خاقان الذي أسلم من اليهودية على يد أبي جعفر عليه السلام وكان يحاج اليهود، فلا يستطيعون جحد علامات النبي والخلفاء من بعده، فقال لي يوما: إنا نجد في التوراة محمدا واثني عشر من أهل بيته خلفاء، وليس فيهم تيمي ولا عدوي ولا أموي، قلت: فأخبرني بهم، قال: لتعطيني عهود الله أن لا تخبر به الشيعة في حياتي فيظهرونه علي، فأعطيته، فقال: شمعوعيل، شمعيشيحو، وهنى