وأنهم كانوا وكلاء المهدي عليه السلام وأمرهم أشهر من أن يحتاج إلى الإطالة به.
وأخبر عليه السلام السمري بيوم موته، وأمره أن لا يوكل أحدا من بعده، فقد جاءت الغيبة التامة التي يمتحن الله فيها المؤمنين، والغيبة سنة الله في عباده تشهد كتب التواريخ بها، من أرادها نظر فيها، وسيأتي في حديث السمري زيادة عن هذا.
ومن الخواص به داود بن القاسم الجعفري والوصافي الأسدي.
وقد أسند المفيد أن رجلا قدم من مكة بمال صاحب الأمر فأرشد إلى جعفر فسأله عن شئ فعجز ورجع إلى الباب، وأنفذ الكتاب الذي معه إلى نفر فرجع الجواب: أجزل الله أجرك في صاحبك، فقد مات، فكان كما قال، ونحو ذلك كثير من كتاب [محمد بن] إبراهيم النعماني في الغيبة وغيره، وقد سلف في باب المعاجز طرق من ذلك، وهي دالة على وجوده بالضرورة، فيسقط ما تهول به الكلاب الممطورة.
وأسند أبو جعفر ابن بابويه إلى غانم الخادم أنه ولد للحسن ولد سماه محمدا وعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم بعدي، وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا.
وأسند أحمد بن علي الرازي إلى سهل النوبختي أنه قال: م ح م د بن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام ولد بسامراء في سنة ست وخمسين ومائتين أمه صقيل وهو الحجة المنتظر صاحب الزمان، وقال إسماعيل بن علي: دخلت على العسكري في المرض الذي مات فيه، فقال لخادمه: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فائتني به، فدخلت فوجدته ساجدا رافعا سبابته إلى السماء فسلمت فأوجز في صلاته، فقلت:
سيدي يأمرك بالخروج، فجاءت أمه فأخرجته إليه، فقال: أبشر أنت صاحب الزمان المهدي، حجة الله في أرضه، وأنت وصيي، وأنت م ح م د وعد آباءه إلى علي عليهم السلام ثم قال: أنت خاتم الأئمة الطاهرين.
وهذا وإن كان خليقا ذكره في باب الأسماء إلا أن الكلام انجذب إليه