من يعتصم بالعرى من حبله فله * أن لا يكون غدا في الحال منعطبا ومنها قوله تعالى: (وصالح المؤمنين (1)) أسند ابن جبر في نخبه إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: علي باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربي، وصالح المؤمنين.
وأسند إلى زيد بن علي أن الناصر للحق وصالح المؤمنين علي بن أبي طالب، وروى نحوه السدي عن ابن عباس والخضرمي عن أبي جعفر والثعلبي عن أبي جعفر وعن الباقر عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وذكره الثعلبي في تفسيره.
إن قيل: فصالح لا يدل على الأصلح، قلنا: بل العرف يوجب ذلك لأن قولنا فلان عالم قومه وزاهد بلده، يراد به أعلم وأزهد، ولأنه أخبر أنه ناصر نبيه، وجبرائيل عند وقوع التظاهر ذكر [مع] صالح المؤمنين ولا يذكر في النصر إلا من كان في الدفاع أمنعهم وفي الذب عنه أنفعهم إذ لا يليق ذكر ضعيف ولا متوسط في النصرة فإن الملك لا يهدد من يروم سلطانه بمثلها بل بمن هو الأعلى في مرتبة النصرة، ولهذا إن عليا هدد معاوية بمالك الأشتر حيث إنه معروف بالشجاعة مشهور بالبراعة، وإذا كان علي أصلح، فتقديمه أنجح، لأنه الأرجح، فالقول بإمامته الأربح.
ومنها (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم (2)) روت الفرقة المحقة أنها في علي عليه السلام ورواه الثعلبي في تفسيره.
قالوا: الآية في أبي بكر وأصحابه لأنهم الذين قاتلوا المرتدين. قلنا:
تنزيل الآية على اليقين المستقيم أولى من تنزيلها عن الظن والترخيم، والمحبة (3)