سعيد كتابا في نزولها في علي وذكرها الحسكاني في شواهد التنزيل والمرزباني فيما أنزل في علي والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس أنها لما نزلت وضع النبي صلى الله عليه وآله يده على صدره وقال: أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي وقال: وأنت الهادي يهتدي بك المهتدون، من بعدي.
وذكره ابن مردويه في المناقب ورواه الثعلبي عن علي عليه السلام أيضا وعن جابر مسندة وعن ابن المسيب مسندة وأسندها الحسين بن جبر في كتاب نخب المناقب إلى علي عليه السلام وإلى ابن عباس أيضا وإلى الضحاك والزجاج وأبي بردة أيضا أنه قال دعا النبي صلى الله عليه وآله بالطهور وعنده علي فأخذ بيده بعد ما تطهر وألصقها بصدره وقال:
(اسما أنت منذر)، ثم ردها إلى صدر علي وقال: (ولكل قوم هاد) فقد بان بنقل الموالي والمعادي أن عليا هو الهادي وإطلاق كونه هو الهادي بإجمال الله و تفصيل رسول الله، يقتضي كونه هاديا في سائر أوقاته وذلك مستلزم لعصمته.
إن قيل: فكون علي هاديا لا يستلزم سلب هداية غيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. قلنا: الألف واللام في الهادي دليل الاستغراق، ولولا اختصاصه من الهداية بما لا يوجد في غيره، لخلت الفايدة عن نزول الآية فيه، وإفراد النبي له بذكره دون غيره، وإنما ذلك ليتقرر في قلوب المسلمين زيادة مرتبته الموجبة للتقديم، كما جرت عادت فصحاء الأنام بترجيح الخاص على العام، وقد نطق القرآن (بفاكهة ونخل ورمان) وقال عز من قائل (الملائكة وجبريل وميكال).
إن قيل: يجوز أن يكون الهادي هو النبي أي أنت منذر وأنت لكل قوم هاد ويكون ذلك دليل عموم نبوته. قلت: ترد هذا الاحتمال، ويلحقه بالمحال، شهرة المفسرين وكتب الراسخين، وأشعار السالفين:
وقد أنشد الحميري في ذلك:
هما أخوان: ذا هاد إلى ذا * وذا فينا لأمته نذير