وفي مسند ابن حنبل والجمع بين الصحيحين وبين الصحاح الستة من صحيح أبي داود وصحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وقيل لبعض العلماء: إن الرفضة يقولون علي قسيم الجنة و النار؟ قال: ألستم رويتم قول النبي صلى الله عليه وآله فيه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر؟ قال: بلى. قال: فالمؤمن أين؟ قال: في الجنة قال: فالكافر؟ قال: في النار، قال فصار علي قسيم الجنة والنار.
وهذا خبر قسيم الجنة والنار ذكره الشافعي ابن المغازلي في كتابه وذكر فيه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله لم يجز عن الصراط إلا من كان معه كتاب بولاية علي بن أبي طالب وفيه حدث الأعمش عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله تعالى يقول لي ولعلي يوم القيامة: أدخلا الجنة من أحبكما والنار من أبغضكما فيجلس علي على شفير جهنم فيقول: هذا لي وهذا لك.
قلت: فكيف يقاس به من لا يقطع بنجاة نفسه، ويدعو بالويل والثبور عند موته، وما ذلك إلا لما عاين من سوء عاقبته.
إن قلت إن عليا عند خالقه * خير غدا من أبي بكر ومن زفر عجبت عصايب من قولي وساءهم * ولست منهم وإن عجبوا بمعتذر وقال آخر:
تراءت لأحداق العيون شهوده * فأكرم بها من شاهد لا يكذب فلو أن أفواه الرجال عواطل * من القول قال المجد هاأنا معرب وأسند ابن حنبل عن زادان قول النبي صلى الله عليه وآله: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلقه قسم النور جزئين فجزء أنا و جزء علي وروى نحوه الديلمي في فردوسه، وابن المغازلي الشافعي في مناقبه من هذا الطريق، ومن طريق جابر الأنصاري وفي آخره: فلم نزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة، وفي علي الخلافة، وفي حديث آخر:
فأخرجني نبيا وعليا وصيا.