أقرب إلى الحقيقة فتعين الحمل عليه.
بيان القرب قول النبي صلى الله عليه وآله له في رواية ابن سيرين: يا علي أنت مني و أنا منك. وذكره البخاري وفي فضائل السمعاني وتاريخ الخطيب وفردوس الديلمي عن ابن عباس: علي مني مثل رأسي من بدني وقوله: أنت مني كروحي من جسدي، وقوله: أنت مني كالصنو من الصنو.
ويؤيد ما قلناه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنا وأنت من شجرة واحدة، رواه الخركوشي والثعلبي في الكشف والبيان وكذا رواه في أماليه ابن شاذان و النطنزي في الخصائص وشيرويه في الفردوس وفي تفسير عطاء الخراساني والفلكي الطوسي، ونحوه أبو صالح المؤذن والسمعاني وقد أخرج صاحب المراصد قول النبي صلى الله عليه وآله لزيد بن حارثة: علي كنفسي لا فرق بيني وبينه إلا النبوة فمن شك فقد كفر. ونحو ذلك كثير من جنسه وغير جنسه.
إن قيل: لم يقصد في المباهلة الأفضل بل النسب ولهذا أحضر الحسنين و كانا طفلين. قلنا: لولا إرادة الفضل لدعا عقيلا وعباسا وولده فإنهم انضموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وأسلموا قبل المباهلة بمدة والمباهلة كانت في سنة عشر من الهجرة وقد كان الحسنان في حد العقل والعرفان، وإن لم يبلغا حد التكليف على أنه يجوز اختصاصهما بما يخرق العادة فيهما لثبوت إمامتهما وقد شهرت في عيون الزمان مدائحهم في كل أوان قال الحماني:
وأنزله منه النبي كنفسه * رواية أبرار تأدت إلى البر فمن نفسه منكم كنفس محمد * ألا بأبي نفس المطهر والطهر وقال ابن حماد:
فسماه رب العرش في الذكر نفسه * فحسبك هذا القول إن كنت ذا خبر وقال لهم: هذا وصيي ووارثي * ومن شد رب العالمين به أزري وله أيضا:
وقال ما قد رويتم حين ألحقه * بنفسه عند تأليف يؤلفه