لمن واليتم). على أن الدرك على تارك الفضيلة لا على صاحب الفضيلة.
قال: سكت علي ترجيحا للشيخوخة عليه، قلنا: في خطبته الشقشقية جواب هذا الكلام وقد روى أخطب خوارزم أن النبي صلى الله عليه وآله أعطى الراية ببدر لعلي وهو ابن عشرين سنة، فلم تمنعه الفتوة عن تأميره ولما بهرت عجايبه عقول الغلاة، ترفعوا به عن درجات المخلوقين، فحفر النار وألقى منهم كثيرا لينزلوا به إلى درجات المحدثين.
وأسند ابن جبر في نخبه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه كان إذا نزل الوحي ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا وإذا نزل نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا، وفيه أيضا من طرق عديدة أنه عليه السلام قال بحضرة المهاجرين والأنصار وأشار إلى صدره: كنيف ملئ علما لو وجدت له طالبا، سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله زقا، عندي علم الأولين والآخرين، لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان بكتبهم حتى ينادي كل كتاب بأنه حكم الله في وفي رواية: حتى يزهر كل كتاب ويقول: يا رب إن عليا قضى في.
وفيه أيضا: لو شئت أخبرت كل أحد منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه وفيه أيضا عن سلمان عندي علم المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب، ومولد الاسلام ومولد الكفر، وأنا صاحب الميسم، والفاروق الأكبر، سلوني عما يكون إلى يوم القيامة، وعما كان قبلي وعلى عهدي.
وفيه عن المسيب: ما كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سلوني، غير علي وعن ابن شبرمة ما قال أحد على المنبر سلوني غير علي، وفي تفسير الشيرازي من علمائهم في قوله: (فاسألوا أهل الذكر (1)) يعني محمدا وعليا وفاطمة والحسن و الحسين، هم أهل العلم والعقل والبيان، والله ما سمي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لأمير المؤمنين علي عليه السلام.