عليه صرح بذلك الجنيد والشبلي والكرخي والبسطامي وقد قيل إنهم ينتمون إليه في سلسلتين النورية هم ينتسبون إلى أبي الحسن النوري أخذه عن كميل بن زياد خادم علي عليه السلام والجنيدية ينسبون إلى جنيد البغدادي أخذه عن الحسن البصري تلميذ علي عليه السلام وهؤلاء ونحوهم المتبعون لعفته وزهده، تقرعت ينابيع الحكمة فيهم عن غزير علمه، قال عز الدين المقدسي في تفسير كلامه: (من عرف نفسه فقد عرف ربه): الروح لطيفة ربانية لاهوتية في جثة ناسوتية دالة من عشرة أوجه على وحدانية ربانية:
1 - لما حركت الهيكل ودبرته، علمنا أنه لا بد للعالم من محرك ومدبر.
2 - دلت وحدتها على وحدته.
3 - دل تحريكها للجسد على قدرته.
4 - دل اطلاعها على ما في الجسد على علمه.
5 - دل استواؤها إلى أعضائه على استوائه إلى خلقه.
6 - دل تقدمها عليه وبقاؤها بعده على أزله.
7 - دل عدم العلم بكيفيتها على عدم الإحاطة به.
8 - دل عدم العلم بمحلها من الجسد على عدم أينيته.
9 - دل عدم مسها على امتناع مسه.
10 - دل عدم إبصارها على استحالة رؤيته.
وقال أيضا: صور الله آدم صورة مدنية أتقن فيها من المباني ما يدل على قدرة الباني، وحرك فيها مثالث ومثاني يشير بأن ليس له ثاني، ونصب وسطها قصر المملكة وهو القلب إذ هو بيت الرب وجعل مدارها عليه، ومرجعها إليه، و وضع فيه سرير العز والسلطان، وأجلس عليه ملكا يقال له الإيمان، وبث في خدمته الجوارح كالغلمان، فقال اللسان أنا الترجمان، والعينان نحن الحارسان والأذنان نحن الجاسوسان، واليدان نحن العاملان، والقدمان نحن الساعيان وقال الملكان نحن الشاهدان. وقال صاحب الديوان كما تدين تدان.