وروى محمد بن وهبان في معجزات النبوة عن البراء بن عازب أنه مر في السماء على رأس أمير المؤمنين خيط من الوز فصرصر وصاح فقال عليه السلام: قد سلم علينا فتغامز المنافقون بينهم فقال: يا قنبر قل لهم: أجبن أمير المؤمنين وأنزلن. قال:
فنزلن إلى صحن المسجد فخاطبها بلغة لا نعرفها فلوت أعناقها إليه وصرصرت فقال:
لهن انطقن فانطقن بالسلام عليه.
وفي كتاب ابن شهرآشوب قال الباقر قال علي عليه السلام لجويرية بن مسهر:
يعرض لك الأسد في طريقك فسلم عليه وقل له إني أعطيتك الأمان منه فلقيه فأبلغه ما قال علي عليه السلام فولى وهمهم خمسا فلما رجع جويرية قال له أمير المؤمنين إنه رد السلام وعقد بيده خمسا.
وروى الجدلي عن الرضا عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام: كنت مع أبي فهرول إليه ذئب وجعل يلطع قدميه بلسانه ويتمسح به فقال له: انطق بإذن الله فانطلق بالسلام إليه بإمرة المؤمنين.
قال ابن زريك:
إمام له غاض الفرات وقد طغى * وخاطبه ذئب بأرض فلات وأنشأ في ذلك حيص بيص والنانستي والبياضي وغيرهم فلم ينكر عليهم.
وروى حملة الآثار عن صعصعة بن صوحان في روضة الواعظين وعن محمد بن علي الصيرفي في الدلالات أن ثعبانا رقى إلى المنبر إلى علي في الكوفة فقصده الناس فنهاهم عنه فالتقم عليه السلام أذنه محركا شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ثم ذهب فكأن الأرض ابتلعته فتحير الناس فيه فسألوه فقال: هو حاكم الجن التبس عليه مسألة فأفهمته إياها. وقد أنشأ في ذلك العوني ودعبل وابن حجاج وابن عضد الدولة وغيرهم فلم ينكر عليهم.
وفي فضائل الكوفة لعمر بن حمزة قال: قام رجل من حضرة علي للوضوء فعرض له أفعى ليلتقمه فهرب منه إلى علي عليه السلام فأخبره فأخذ سيفه وأدخله في ثقب الأفعى وقال: إن كنت معجزة مثل عصى موسى فأخرجه فخرج فساره ساعة ثم