حكايته في المسجد إن شاء الله.
وروى أيضا في نخبه أن حصن ذات السلاسل علقوا على حيطانه غراير قطن أو تبن حتى لا يعمل فيه حجر المنجنيق فرمى علي نفسه بالمنجنيق والترس تحت قدميه ونزل على الحايط وضرب على السلاسل ضربة واحدة فقطعها وسقطت الغراير، ومن هذا ونحوه قالت الغلاة فيه: إنه الخالق المعبود وإنه هو أرسل محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وادعوا أن له خطبة سماها خطبة الكشف قال فيها: (أنا شققت أنهارها، وأينعت أثمارها، وأظلمت ليلها، وأضأت نهارها، وأنا نبأت النبيين وأرسلت المرسلين).
وهذا مكذوب عليه لمنافاته ما اشتهر عنه من الخشوع لله تعالى وعظم الثناء لديه ولو سلم فهو قابل للتأويل بالانكار أي إن كان كما تقولون من إلهيتي فأنا فعلت كذا وكذا لكني ما فعلت فلست باله، ويمكن حمله على السببية لما اشتهر في الحديث: لولاهم لما خلق الله خلقه فكأنه عليه السلام فاعل ذلك بالسبب وقد جاء عنهم عليه السلام: قولوا في فضلنا ما شئتم بعد أن تثبتونا عبيدا مربوبين.
وأسند في نخبه أيضا إلى جابر: صلينا خلف على الصبح فالتفت وقال: أعظم الله أجوركم في أخيكم سلمان فتكلم الناس في ذلك فمضى إليه وقال: يا قنبر عد عشرا فإذا نحن على باب سلمان فكشف عنه فتبسم سليمان له فقال عليه السلام: إذا لقيت رسول الله فقل ما مر على أخيك من قومك ثم جهزه.
وأسند إلى الجارود أن أسدا أقبل من البر إلى الكناسة فقام بين يدي علي عليه السلام فوضع يده بين عينيه وقال: ارجع بإذن الله لا تدخل دار هجرتي وبلغ ذلك السباع عني.
وروى ابن وهبان والفتال في كتابيهما عن جويرية بن صخر أنه خرج مع علي نحو بابل فرأى الأسد باركا في الطريق فمكث ليرجع فقال عليه السلام إنما هو كلب الله ثم تلا: (وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) الآية فأقبل الأسد إليه مسلما عليه.