كان شعاع الشمس تحت لوائها يخاطبها حمر المنايا وسودها لجأ عند ذلك إلى قعدتها في الختل رافعا للمصاحف داعيا إليها معتمدا في الظاهر عليها ليبرد اوار الكتائب بحيلته ويطفئ لهب الحرب بخديعته فأصغى الغافلون من طغام الشام وغيرهم إلى مقاتله موازرين له على ضلالته غير معتبرين بسيرته وسيرة سلفه في الاعراض عن مراسم الكتاب وبعدهم عن معرفة يوم الحساب فلما رأى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ما انتهت الحال إليه بنى على ما بني عليه ثم قوى أمر معاوية بخديعة عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري فزاحم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عند ذلك عن ركوب صهوات المنابر وحاربه بغيا وغبنا أطراف المأثر نلت هذا العز حتى تشرفت بيوتك فينا واشرأب عمودها * وقد صرت ترمينا بنبل بنا استوت مغارسه منا وفينا حديدها * بنيا هو وأقربوه جاد بن فتنكيس ذرواتها حاتين في درس معالم اياتها صفقوا نازين على فروع عذباتها منازعين من به رقيت باسقات درجاتها وصار المقرون لقواعدها بسيوف جهادهم وصنوف اجتهادهم مدفوعين عنها مباعدين منها مخاطبين على عتبها وسامي رتبها ألسنا عرى الاسلام حيث تقلبت * بنا الحال أو دارت علينا الدواثر إذا ولد المولود منا تهللت * له الأرض واهتزت إليه المنابر
(٧٠)