وأهل القديم وأهل الحديث * إذا انقضت حبوة المجتبى قال عبد الله بن إسماعيل هذه إشارة وجيزة إلى طائفة رجال البيتين وبعض من أعاين الفئتين توقظ عين غافل وترشد طلب سائل وإذا اعتبرتها جدا فانظر كيف كانت عشيرة الثالث وجماعته وخاصة على سالف الدهر وغابره وما في الزمن وحاضره أعداء للأسرة الهاشمية حساد للقبيلة النبوية يصادمونهم بكتائب المنافسة والشيان ويصارمونهم بسيوف الظلم والعدوان وينهلونهم مكاره البغى ويعلونهم ويحاربونهم في الشيطان ويكاثرونهم السلف مع السلف والخلف مع الخلف فملا حطمت الكتائب الهاشمية قرون اغلوائهم وإذا قتهم من أفواه أشفار المشرقية وبى دائهم وطحنتهم أرحية جلدهم في المعارك والجائتهم إلى أضيق المسالك كمنوا كمون النار في زنادها وسكنوا مسرين خبث النفوس وقديم أحقادها إلى أن أمكنت الفرصة فعاد والمثل قاعدتهم وجروا في سبيل ضلالتهم فقصد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه منهم من قصد بغدره أسامة فنون ختره وأرصد له الأرصاد واظهر له الأحقاد فركد له ركود الرواسي الثوابت ولقيه بالعزم الثابت صارم العزم حاضر الحزم سارى الفكر ثبت المقام صلب العود غيرنا كص عن اللقاء أو واهن في زمام الدماء فلما ان حقرت العزائم عدوه وأرهقته واكتنفته كتائب الأراقم وأنهشته بهافتية تحت العوالي كأنها * ضواري سباع أسدها ونمورها إذا نهضت مدت جناحين فيهما * على الخيل فرسان قليل صدودها
(٦٩)