فلقاها حذيفة عمر فلما استخلف عمر سأل حذيفة عنها رجاء أن يكون عنده تفسيره فقال له حذيفة والله انك لأحمق ان ظننت ان امارتك تحملني على أن أحدثك فيها بما لم أحدث يومئذ لقانيها رسول الله صلى الله عليه وآله فلقيتكها كما لقانيها والله لا أزيدك عليها شيئا ابدا فقال عمر لم أرد هذا رحمك الله ثم قال عمر اللهم من كنت بينتها له فإنها لم تبين ومن فهمها فانى لم افهمها وقال طارق بن شهاب اخذ عمر كتفا وجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأقضين في الكلالة قضاء تحدث به النساء في خدوره فخرجت حينئذ حية من البيت فتفرقوا فقالوا لو أراد الله ان يتم هذا الامر لأتمه قال وخطب عمر الناس يوم الجمعة فقال إني والله لا ادع بعدي شيئا هواهم إلي من الكلالة سالت النبي صلى الله عليه وآله عنها فما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيها حتى طعن في فخذي وقال تكفيك آية السيف.
قال عبد الله بن إسماعيل رحمه الله تعالى انك إذا اعتبرت هذا النقص في القريحة تارة وفي الكسب أخرى وقرنت إلى ما نطق به معلوم السيرة ونبهت عليه انفا من حال أمير المؤمنين عليه السلام عجبت ورأيت ان كل مغبون إذا فكر سأل بما جرى إذ كيف تقلبت به الحال لا يداني به مظلمة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وان غبنه مغمور فيما انساق أمر مولانا إليه وأقرر هذا مبالغا فأقول ان الله تعالى قال في اخر الآية (يبين الله لكم ان تضلوا) اي لئلا تضلوا إذا عرفت هذا تنبهت على