قال عبد الله بن إسماعيل وهذه القصة إذا اعتبرتها وتيقنت ما حوته زادت بصيرتك في معرفة الغبن لمن كان الايمان مخالطا للحمه ودمه وكان من امن الزلل في أبلغ ذرى معاقل عصم جرمه أول امره في ذلك كالاخر وسالفه كالغابر ولذلك مظان من طرق القوم مفهومة ومحال معلومة يفهمها المقصر فضلا عن اللاحق ويشترك فيها المسوف والسابق قال عبد الله بن إسماعيل قال أبو إسحاق الثعلبي عند تفسير سورة الفتح في سياق كلام عن عمر فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله ليبعثه إلى مكة فقال يا رسول الله انى أخاف قريشا على نفسي وليس بمكة من بنى عدى بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي ولكن أدلك على رجل هو أعزبها منى عثمان بن عفان فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عثمان فبعثه قال عبد الله بن إسماعيل يأمر رسول الله شخصا عن أمر الله فيحاجان ويناظران بيان الأول بالسيرة وبيان الثاني بقوله (وما ينطق عن الهوى) هذا فظيع من الامر ويؤيده (قالوا يا شعيب إنا لتراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتم ورائكم ظهريا ان ربى بما تعملون محيط) ولو قلت طائي النار أعلم انه * رضى لك أو مدن لنا من وصالك لقدمت رجلي نحوها فوطئتها * هدى منك لي أو ضلة من ضلالك هذا فيما يرجع إلى الدين واما ما في ذلك من معاني الخور فإنه قلادة
(٢٤)