النبي لم تحرم ما أحل الله لك) يعنى العسل ومارية قال عبد الله بن إسماعيل رحمه الله تعالى اعتبر أيها العاقل هذه القصص وتأيد عد وقوفك عليها وليكن غضبك لله ولرسوله عندها شديدا غير واقف بإزاء هوى منشاء وقاعدة تقليدها يناسب حال عارف برسول الله ومكانه من الله جل جلاله هذه السخرية والاستهزاء والتصغير والتهوين فان قلت لا الزام أشد المحذور وان قلت تقع المعصية من العارف قلت لا تنازع في ذلك لكن محذور اذى الرسول بنص القرآن فظيع صعب مع أنه يبعد مع استحضار المعرفة معاملة رسول صلى الله عليه وآله بغير واسطة بما تضمنته القصص إذ ذلك بخلاف معصية لا تتعلق بأذاه وتصغير علاه ومما يعم المرأتين من غير هذه الآية ما قاله الثعلبي في شبب قوله تعالى (والنساء من نساء) في صورة الحجرات انها نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وآله سخرتا من أم سلمة وذلك انها ربطت حقويها بسبيبة وهي ثوب ابيض ومثلها السب وكانت سدلت طرفها خلفها فكانت تجره فقالت عايشة لحفصة انظري ما تجرى خلفها كأنه لسان كلت فهذا كان سخريتهم قال عبد الله بن إسماعيل هذه الآية تنبه عن ذنب وقع وما عرفنا الاستغفار منه واذى لمؤمنة ما عرفنا النزوع عنه وفيها دلالة على أن أم سملة خير ممن سخر منها لان عسى موجبة وقد أنشد بعض الأفاضل
(٤٤)