المؤمنين عند ذلك فيهم (ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم حبط أعمالهم) يعنى أولئك بقوله انه يحلف لكن انه مؤمن معكم فقد حبط عمله بما دخل فيه من أمر الاسلام حين نافق فيه ومن سورة الأحزاب قال السدى عند قوله تعالى (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) لما توفى أبو سلمه وحبيش بن حذافة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأتيهما أم سلمة وحفصة وكانت تحت حبيش قال طلحة وعثمان أينكح محمد نسائنا إذا متنا ولا ننكح نسائه إذا مات والله لئن مات لأجلنا على نسائه بالسهام قال كان طلحة يريد عايشة وعثمان يريد أم سلمة فأنزل الله تعالى (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه) الآية وانزل (ان تبدوا شيئا أو تخفوه فان الله كان بكل شئ عليما) وانزل (ان الذين يؤذون الله رسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عزابا مهينا) قال عبد الله بن إسماعيل إذا تبينت ما حواه التنزل في هذه الآيات بل وان لم تتأمل عرفت من غبن الباطل لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما تعرف به جليا ان المراتب الدنيوية ليس معللة في طردها بالأهلية وانها تجرى مجرى الحوادث الاتفاقية تضع الرفيع وترفع الوضيع ولذلك شرح أشرت إليه عند شئ اقتضاه وبسطت القول في معناه
(٢٩)