فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا عليه السلام يقول: بايع أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع القوم كفارا ويضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع أبا بكر لعمر وأنا أولى بالأمر منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا، ثم أنم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع.
وفي رواية أخرى رواها ابن مردويه أيضا وساق قول علي بن أبي طالب عليه السلام عن مبايعتهم لأبي بكر وعمر كما ذكره في الرواية المتقدمة سواء إلا أنه قال في عثمان: ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا في الصلاح ولا يعرفونه لي كأنما نحن فيه شرع سواء، وأيم لو أشاء أن أتكلم لتكلمت ثم لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم ولا المعاهد منكم ولا المشرك رد خصلة منها ثم قال: أنشدكم الله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري؟ قالوا: لا قال:
أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري؟
قالوا: لا قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله " ص " سيدة نساء هذه الأمة؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد له سبطان مثل ولدي الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله " ص " غيري؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري: قالوا: لا قال: أمنكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد صلى إلى القبلتين غيري؟ قالوا: لا قال:
أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد غسل رسول الله غيري؟ قالوا: لا قال: أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟ قالوا:
لا قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟