إقبال وأشد دويا وكادت تلطف (1) برسول الله قالوا كفرا وعتوا: فمر هذا النصف يرجع إلى نصفه كما كان فأمره رسول الله فرجع فقلت أنا: لا إله إلا الله إني أول مؤمن آمن بك يا رسول الله وأول من آمن بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقا لنبوتك وإجلالا لكلمتك، فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب عجيب السحر حقيق به، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنوني وإني لمن القوم الذين لا يأخذهم في الله لومة لائم، سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار عماد الليل ومنار النهار متمسكون بحبل الله القرآن يحبون سنن الله وسنن رسوله لا يستكبرون ولا يقلبون (2) ولا يفسدون قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل.
(قال عبد المحمود): وقد روى صدر الأئمة عندهم موفق بن أحمد المكي الخوارزمي أن علي بن أبي طالب عليه السلام زاد على هذا يوم الشورى في المناظرة لهم والاحتجاج عليهم، وأنه احتج بسبعين منقبة من مناقبه وسأذكرها وطرفا مما رووه من أسباب مدح علي عليه السلام عند إيراد ما ذكروه عن نبيهم في ذم من مدحوه من الأصحاب مما لم يتقدم ذكره في هذا الكتاب.
ومن طرائف ما نقلوه في كتبهم المعتبرة برواية رؤسائهم من إظهار علي بن أبي طالب عليه السلام للتألم من تقدم أبي بكر وعمر وعثمان عليه في الخلافة، وإنه كان أحق بها منهم بمحضر الخلق الكثير على المنابر وعلى رؤوس الأشهاد ما ذكره جماعة من أهل التواريخ والعلماء، وذكره ابن عبد ربه في الجزء الرابع من كتاب العقد وأبو هلال العسكري في كتاب الأوائل في الخطبة التي خطب بها علي بن أبي طالب عليه السلام عقيب مبايعة الناس له، وهي أول خطبة خطبها فقال بعد إشارات ظاهرة وباطنة بالتألم ممن تقدمه وممن وافقهم ما هذا لفظه: