بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة (1).
(قال عبد المحمود): فهل ترى أيها العاقل هذه صفة من يقول هؤلاء إلى النار ولا أبالي.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث السادس والعشرين بعد المائة من أفراد مسلم من مسند أبي هريرة قال: قال رسول الله " ص " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني.
قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (2).
(قال عبد المحمود): أنظر أيها العاقل كيف بلغت رحمة الله بعباده إلى أن جعل ما يصل إلى مريضهم وجائعهم وعطشانهم كأنه واصل إليه، أما هذا من كمال رحمته لهم وعنايته بهم وشفقته عليهم، أفيليق أن يقال عن هذا الرب الرحيم أنه قال هؤلاء إلى النار ولا أبالي.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع الصحيحين في الحديث الحادي