وفي قوله ما فرطنا في الكتاب من شئ وفي قوله وما من غائبه في السماء والأرض في كتاب مبين وأوحى الله إلى نبيه (ص) لا يبقى في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجى عليا فأمره ان يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه وقال لأصحابه حرام على أصحابي وأهلي ان ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فإنه منى وانا منه له ما لي وعليه ما على وقاضي ديني ومنجز وعدي ثم قال لأصحابه علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي (ع) ولذلك قال رسول (ص) أقضاكم على أي هو قاضيكم وقال عمر الخطاب لولا على هلك عمر يشهد له عمر ويجحده غيره فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال سل حاجتك فقال خلفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي فقال قد آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم ولا تقم سر من يومك فاعتنقه أبي ودعا له وفعلت انا كفعل أبي ثم نهض ونهضت معه وخرجنا إلى بابه إذا ميدان ببابه وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي من هؤلاء فقال الحجاب هؤلاء القسيسون والرهبان وعالم لهم يقعد إليهم في كل سنه يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلت مثل فعل أبي فاقبل نحوهم حتى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ورفع ذلك الخبر إلى هشام فامر بعض غلمانه ان يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي فاقبل واقبل عداد المسلمين فأحاطوا بنا واقبل عالم النصارى قد شد حاجبيه بحريره صفراء حتى توسطنا فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه فجاء إلى صدر المجلس
(٦٩)