* (الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة والسلامة بما يقوله عند النوم في سفره ليظفر بالعناية التامة) * حيث قد ذكرنا نوم المسافر وانه يبقى وما معه محتاجا إلى حافظ لا ينام قادر قاهر فلنذكر يحضرنا في ذلك إن شاء الله تعالى فنذكر بعض ذكرناه في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل النوم فنقول ان النوم موت اليقظة ووفاه الجوارح حياه الاستقامة قال الله جل جلاله وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه فجعل جلاله النوم وفاه واليقظة بعثا وحياه وقد عرفت النائم يصير كالأعمى والأصم والأخرس والزمن والمرطوب ويضيع منه الانتفاع بعقله فيما يقربه علام الغيوب وكأنه إذا نام قد ضيع عياله وأمواله وحوائجه ومهماته وضروراته وما بقي له قدره حفظ شئ مما كان يحفظه باليقظة من مطلوباته ومراداته ولو احرزها بالأقفال وما يجرى مجراها من الاحتيال فإنه إذا نام أمكن فيها وقوع ما لا يريد على كل حال فكان الانسان نام قد أصيب مصائب هائله ووقع تحت اخطار ذاهلوا ما بقي يقدر على جمع شمله باليقظة على السلامة وبجوارحه على الاستقامة ويحفظ لمهماته على الإرادة التامة إلا الله جل جلاله أقول فينبغي ان يتوب من ما يقتضى غضبه عليه فإن لم توافقه نفسه على التوبة وكان مصرا قد غلبت القساوة عليه فيسأل الله جلاله العفو عنه فإن مصانعته لله جل جلاله عند نومه لا بد منه فإنه إذا كان الله جل جلاله غضبانا عليه وهو مهون بغضبه وغير ملتفت إليه فقد أعان هلاك مهجته وكل ما يعز عليه
(١٣٩)