* (الباب الرابع عشر في وصف العلاج من العرق المديني تولد في البدن) * ولأن العلم بما ينتفع وان لم تدع إليه حاجه شديده حسن محمود رأيت أصف العلاج من العرق المديني وإن كان بقراط وجالينوس لم يذكراه وأنا أقول فيه ما قاله سورانورس ولاوبندس وهما امامان من أئمة الأطباء فاما سورانورس فإنه لم ير هذا العرق حيوانا وانه يتحرك بل رأى يتوهم انه يتحرك وهو بالحقيقة غير متحرك فاما لاوبند أأنت وغيره ممن اتى بعده فإنهم رأوا انه حيوان يتولد في لحم العضل فأكثر تولده يكون في السواعد والأعضاد والسوق والأفخاذ فاما في الصبيان فإنه يتولد مع أيضا منهم في الظهر والصدر تحت الجلد وقد اتفق كلهم علاجه على أنه ينبغي ان ينطلي العضو الذي ظهر فيه بالماء الحار نطلا دائما حتى يخرج طرفه فإذا خرج سل سلا رفيقا فإن لم يجب إلى الخروج شد في طرفه رصاصه بخيط وترك لتجذبه الرصاصة بثقلها فتحطه إلى أسفل فتسله شيئا فشيئا ويستعمل مع ذلك أيضا اقعاد العليل الماء الحار ويضمد الموضع بالأضمده المحللة كالضماد المتخذ من دقيق الشعير ودقيق الحنطة والحلبه والتين والبابونج وما أشبه ذلك وتلزق عليه لزوقات محلله كاللزوق المنسوب إلى الغار والطرفاء وغير مما شابهه فإن انقطع العرق وتفتح موضعه شق وعولج كما تعالج سائر الجراحات فقد آتيت ما يحتاج إلى وصفه من علاج العرق المديني وسلكت ذلك المسلك الذي سلكته في سائر هذا الكتاب فانى وصفت فيه أشياء كثيره وانا أرى ان الله جل وبمنه وطوله وسعه رحمته سيغنيك بالعافية فلا تحتاج استعمال شئ منها على انى مع ذلك قد رجعت ان مثلك لا يخرج إلى مثل هذا السفر بل
(١٩٧)