استقبل بوجهه المدينة وحده ثم وضع إصبعيه في اذنيه نادى بأعلى صوته والى مدين أخاهم شعيبا قوله تعالى بقيه الله خير لكم ان كنتم مؤمنين نحن والله بقيه الله في ارضه فامر الله ريحا سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في اسماع الرجال والنساء والصبيان فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلا صعد السطوح وأبي مشرف عليهم وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن فنظر أبي على الجبل فنادى بأعلى صوته اتقوا الله يا مدين فإنه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب (ع) حين دعا على قومه فإن أنتم لم تفتحوا له الباب وتنزلوه جاءكم من الله العذاب فاتى عليكم وقد اعذر من أنذر ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا وكتب بجميع ذلك إلى هشام فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام إلى عامل مدينه مدين يأمره بان يأخذ الشيخ فيطمره رحمة الله عليه وصلواته وكتب إلى عامل مدينه الرسول ان يحتال في سم أبي في طعام أو شراب فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي من ذلك شئ يقول بن موسى بن طاووس فهذا ما أردنا ذكره من التنبه على أن الرمي بالله جل جلاله ولله جل جلاله يتولاه جل جلاله
(٧٣)