نعمتك وادفع عنا نحوس هذا المكان وضره وبؤسه واكداره واخطاره وكمل لنا سعوده وخلوده ومساره ومباره وأدخلنا إليه مدخل صدق وأقمنا به مقام صدق وأخرجنا منه مخرج صدق واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا وكن لنا على الدهر ظهيرا ومن كل سوء مجيرا وهب لنا في الدنيا أنعاما كثيرا وفي الآخرة نعيما وملكا كبيرا وابدا في هذا الدعاء وهذا الرجاء بمن يرضيك البداة به من أهل الاصطفاء والاجتباء واجعلهم من الوسائل لنا إليك في كل ما عرضناه نعرضه عليك برحمتك يا ارحم الراحمين * (الفصل الرابع والعشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول وما يفتح علينا المعقول والمنقول) * اعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات والشرب والضرورات وفيه ما يحتاج إليه الأصحاب والدواب من المهمات وأن يكون في وسط القوم صحبتهم لخفارتك وحفظ حرمتك وتجعل الليل كان الوقت ليلا مقسما بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته وليس ذلك مخالفا للتوكل على جل جلاله وعلى حفظه وحراسته فصل فقد روينا النبي (ص) كان له من صحابته من يحفظه في سفره أهل عداوته إلى أن نزل قوله جل جلاله والله يعصمك الناس فترك الاحتراس بالناس فمن الرواية تحفظه (ع) في سفره ما نذكر معناه لأن الغرض ذلك الاقتداء به (ص) والتعريف بافعاله رأينا وروينا من بعض تواريخ أسفاره عليه أفضل الصلوات انه كان قد قصد قوما من أهل الكتاب قبل دخولهم الذمة فظفر منهم بامراه قريبه العرس
(١٣٣)