* (الفصل الثاني فيما نذكره من الانشاء عند ركوب السفينة والسفر في الماء) * يقول اللهم انك هو الذي يسيركم في البر والبحر وحيث يا ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين المتولي لتسييرنا فكن اللهم المتولي لحسن تدبيرنا وكمال سرورنا ودفع محذورنا والرحمة لنا والعناية بنا في جميع أمورنا ومدنا في تسييرك في البحر في السر والجهر بالنصر وجبر الكسر وشد الأزر وصلاح الامر والبر واليسر برحمتك يا ارحم الراحمين أقول ورأيت اخبار الأخيار عند ركوب البحار ان الريح عصفت بهم حتى أشرفوا على الهلاك وعجزوا عن الاستدراك فقالوا لواحد يثقون بدينه ويعرفون قوه يقينه ادع لنا بالسلامة انا لا أعارض الله تعالى في ملكه وفلكه فقالوا لم تتداركنا بأدعيتك وشفاعتك وإلا ذهبت أدياننا وأبداننا فنظر إلى البحر وقال اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك فسكن البحر فقال له بعض أصحابه كيف وصلتم إلى هذا الحال من تعجيل اجابه السؤال قال انا تركنا لله جل جلاله ما نريد نحن لأجل يريد هو جل جلاله فصار إذا عرضت إليه حاجه جل جلاله ترك ما يريد هو لأجل ما نريد نحن أقول وحدثني أبو الفخر بن قره رحمه الله وكان رجلا صالحا ركب في بعض مراكب البحار فأشرف أهل المركب الاخطار لقوه الرياح وكان معهم رجل معروف بالصلاح فاستغاثوا به فكتب في رقعه لطيفه شيئا ورماه البحر فسكن الهواء وزال الابتلاء فاجتهدنا ان يعرفنا كتب فامتنع من ذلك وخرجنا من المركب وتبعته بلد إلى بلد ليعرفني ما كتب فلما ألححت عليه والله ما كتبت غير سوره قل هو الله أحد أقول انا ولا ريب انه كتبها بالاخلاص فكانت سبب الخلاص وكتب اسم الله الأعظم الارحم الأكرم لكفى في النجاة والظفر بالعز والجاه
(١١٦)