قال الزجاج في قوله (فاسترق السمع فاتبعه شهاب ثاقب) الشهاب من معجزات نبينا صلى الله عليه وآله لأنه لم ير قبل زمانه، والدليل عليه ان الشعراء كانوا يمثلون في السرعة بالبرق والسيل ولم يوجد في اشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضة، فلما حدثت بعد مولده صلى الله عليه وآله استعملت قال ذو الرمة كأنه كوكب في اثر عفرية * مسموم في سواد الليل مقتضب الضحاك في قوله (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان) الآيات، كان الرجال لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان واكلوا الميتة والعظام ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك قد هلكوا فاسأل الله تعالى لهم الخصب والسعة، فكشف الله عنهم ثم عادوا إلى الكفر.
الزبيري والشعبي، ان قيصر حارب كسرى فكان هوى المسلمين مع قيصر لأنه صاحب كتاب وملة وأشد تعظيما لأمر النبي صلى الله عليه وآله وكان وضع كتابه على عينه وامر كسرى بتمزيقه حين اتاهما كتابه يدعوهما إلى الحق، فلما كثر الكلام بين المسلمين والمشركين قرأ الرسول صلى الله عليه وآله (ألم غلبت الروم) ثم حدد الوقت في قوله (بضع سنين) ثم أكده في قوله (وعد الله) فغلبوا يوم الحديبية وبنوا الرومية (1) وروي عنه صلى الله عليه وآله: لفارس نطحة أو نطحتان، ثم قال لا فارس بعدها ابدا، والروم ذات القرون كلما ذهب قرن خلف قرن هبهب إلى آخر الأبد.
قتادة وجابر بن عبد الله في قوله (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) نزل في النجاشي لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فجمع الناس في البقيع وكشف له من المدينة إلى ارض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه، فقالت المنافقون في ذلك فجاءت الاخبار من كل جانب انه مات في ذلك اليوم في تلك الساعة، وما علم هرقل بموته إلا من تجار رأو المدينة.
الكلبي في قوله (فشدوا الوثاق) ثم نزلت في العباس لما أسر في يوم بدر فقال له النبي صلى الله عليه وآله: افد نفسك وابني أخيك - يعني عقيلا ونوفلا - وحليفك - يعنى عتبة بن أبي جحدر - فإنك ذو مال، فقال إن القوم استكرهوني ولا ما عندي، قال فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل حين خرجت ولم يكن معكما أحد وقلت إن أصبت في سفري فللفضل كذا وكذا ولعبد الله كذا ولفثم كذا؟ قال والذي بعثك بالحق نبيا ما علم بهذا أحد غيرها واني لاعلم انك لرسول الله، ففدى