مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٩٠
وهم سبعمائة رجل. وفى رواية ثمانمائة. وفى رواية الف رجل. فلم يكن موضع الجلوس فكان يشير إلى الحائط والحائط يبعد حتى تمكنوا فجعل يطعمهم بنفسه حتى شبعوا ولم يزل يأكل ويهدي إلى قومنا اجمع، فلما خرجوا اتيت القدر فإذا هو مملو والتنور محشو.
روى انس انه أرسلني أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وآله لما رأى فيه اثر الجوع، فلما رآني قال أرسلك أبو طلحة؟ قلت نعم، قال لمن معه قوموا، فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس وليس عندنا من الطعام ما يطعمهم، فقال صلى الله عليه وآله يا أم سليم هلمي بما عندك، فجاءت بأقراص من شعير فأمر به ففت وعصرت أم سليم عكة (1) سمن فأخذها النبي صلى الله عليه وآله ثم وضع يده على رأس الثريد وكان يدعو بعشرة عشرة فأكلوا حتى شبعوا وكانوا سبعين أو ثمانين رجلا.
وروى أبو هريرة في أصحاب الصفة وقد وضعت بين أيديهم صحفة فوضع النبي يده فيها فأكلوا وبقيت ملأى فيها اثر الأصابع.
ومثله حديث ثابت بن أسلم البناني عن انس في عرس زينب بنت جحش.
وروي ان أم شريك أهدت إلى النبي صلى الله عليه وآله عكة فيها سمن فأمر النبي الخادم ففرغها وردها خالية فجاءت أم شريك فوجدت العكة ملأى فلم تزل تأخذ منها السمن زمانا طويلا وأبقى لها شرفا.
وأعطى صلى الله عليه وآله لعجوز قصعة فيها عسل فكانت تأكل ولا تفنى، فيوما من الأيام حولت ما كان فيها إلى اناء آخر ففنى سريعا فجاءت إلى النبي وأخبرته بذلك فقال صلى الله عليه وآله ان الأول كان من فعل الله وصنعه والثاني كان من فعلك.
وقال جابر ان رجلا اتى النبي يستطعمه فأطمعه وسق من شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته ووصيفهما حتى كاله فأتى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره فقال لو لم تكيلوه لا كلتم منه ولقام بكم.
وقال أبو هريرة: اتيت إلى النبي بتميرات فقلت ادع الله لي بالبركة يا رسول الله قال فوضعهن في يده ثم دعا بالبركة قال فجعلتها في جراب فلم نزل نأكل منه ونطعم وكان لا يفارقني، فلما قتل عثمان كان على حقوي فسقط وذهب وكنت عنه في شغل جابر بن عبد الله، والبراء بن عازب، وسلمة بن الأكوع، والمسور بن مخزمة،

(1) عكة بالضم: آنية السمن أصغر من القربة ولا زال اللفظ جاريا على ألسنة العوام حتى اليوم.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404