وأقمت الصلاة في غلف * لا يعرفون الصلاة إلا مكاء الكلبي: اتى أهل مكة إلى النبي فقالوا: ما وجد الله رسولا غيرك ما نرى أحدا يصدقك فيما تقول ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر فأرنا من يشهد انك رسول الله كما تزعم فنزل (قل أي شئ أكبر شهادة) الآية، وقالوا: العجب ان الله تعالى لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبي طالب فنزل (الر تلك آيات الكتاب الحكيم أكان للناس) الآيات، وقال الوليد بن المغيرة: والله لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك لأنني أكبر منك سنا وأكثر منك مالا، وقال جماعة: لم لم يرسل رسولا من مكة أو من الطائف عظيما - يعني أبا جهل وعبد نائل - فنزل (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل)، وقال أبو جهل: زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يوحى إليه والله لا نؤمن به ولا نتبعه ابدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه. فنزل (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى) الآية، وقال الحرث بن نوفل بن عبد مناف: انا لنعلم ان قولك حق ولكن يمنعنا ان نتبع الذي معك ونؤمن بك مخافة ان يتخطفنا العرب من أرضنا ولا طاقة لنا بها، فنزلت (وقالوا ان نتبع الهدى نتخطف من أرضنا) فقال الله تعالى رادا عليهم: (أو لم نمكن لهم حرما آمنا).
الزجاج في المعاني، والثعلبي في الكشف: والزمخشري في الفايق، والواحدي في أسباب نزول القرآن، والثمالي في تفسيره واللفظ له أنه قال عثمان لابن سلام: نزل على محمد (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم) فكيف هذه؟ قال:
يعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان وأيم الله لأنا بمحمد أشد معرفة مني بابني لأني عرفته بما نعته الله في كتابنا واما ابني فاني لا أدري ما أحدثت أمه.
ابن عباس قال: كانت اليهود يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله قبل مبعثه فلما بعثه الله تعالى من العرب دون بني إسرائيل كفروا به، فقال لهم بشر بن معرور ومعاذ بن جبل: اتقوا الله واسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتذكرون انه مبعوث، فقال سلام بن مسلم أخو بني النظير ما جاءنا بشئ نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر كم فنزل (ولما جائهم كتاب من عند الله قالوا) إلى قوله (وكانوا من قبل يستفتحون) الآية، وكانت اليهود إذا اصابتهم شدة من الكفار يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته