قتادة: انه خطب ثم قال: أيها الناس ان الرائد (1) لا يكذب أهله ولو كنت كاذبا لما كذبتم والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم حقا خاصة والى الناس عامة والله لتموتون كما تنامون ولتبعثون كما تستيقظون ولتحاسبون كما تعلمون ولتجزون بالاحسان إحسانا وبالسوء سوءا وانها الجنة ابدا والنار ابدا وانكم أول من أنذرتم ثم فتر الوحي فجزع لذلك النبي صلى الله عليه وآله جزعا شديدا فقالت له خديجة: لقد قلاك (2) ربك فنزلت سورة الضحى فقال لجبرئيل: ما يمنعك ان تزورنا في كل يوم؟ فنزل (وما ننزل إلا بأمر ربك) إلى قوله (نسيا).
ابن جبير: توجه النبي صلى الله عليه وآله تلقاء مكة وقام بنخلة في جوف الليل يصلي فمرء به نفر من الجن فوجدوه يصلي صلاة الغداة ويتلو القرآن فاستمعوا إليه وقال آخرون امر رسول الله ان ينذر الجن فصرت الله إليه نفرا من الجن من نينوى، قوله (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) وكان بات في وادي الجن وهو على ميل من المدينة فقال إني أمرت ان أقر أعلى الجن الليلة فأيكم يتبعني؟ فاتبعه ابن مسعود فلما دخل الحجون (3) من مكة خط لي خطا ثم امرني ان اجلس فيه وقال: لا تخرج منه حتى أعود إليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته اسود كثيرة حتى حالت بيني وبينه حتى لم اسمع صوته ثم انطلقوا ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب وفرغ النبي صلى الله عليه وآله مع الفجر فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فوصفتهم فقال: أولئك جن نصيبين.
الكلبي، قال ابن مسعود: لم أكن مع النبي صلى الله عليه وآله ليلة الجن وودت انى كنت معه، وهو الصحيح.
روي عن ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله رسلا إلى قومهم. وقال زر بن حبيش (4): كانوا سبعة منهم زوبعة. وقال غيره: وهم مسار وبسار ولارد وخميع.
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: لما قرأ النبي سورة الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا، فقال صلى الله عليه وآله الجن كانوا أحسن جوابا منكم لما قرأت عليهم