وان ابن عبد الله أحمد مرسل * إلى كل من ضمت عليه الأباطح وظني به أن سوف يبعث صادقا * كما أرسل العبدان نوح وصالح وموسى وإبراهيم حتى يرى له * بهاء ومنشور من الذكر واضح وروي انه نزل جبرئيل على جواد أصفر والنبي صلى الله عليه وآله بين علي وجعفر فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ولم ينبهاه إعظاما له فقال ميكائيل: إلى أيهم بعثت؟ قال: إلى الأوسط، فلما انتبه أدى إليه جبرئيل الرسالة عن الله تعالى، فلما نهض جبرئيل ليقوم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بثوبه ثم قال: ما اسمك؟ قال: جبرئيل، ثم نهض النبي ليلحق بقومه فما مر بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه وهنأته، ثم كان جبرئيل يأتيه ولا يدنو منه إلا بعد أن يستأذن عليه فأتاه يوما وهو بأعلى مكمة فغمز بعقبه بناحية الوادي فانفجر عين فتوضأ جبرئيل وتطهر الرسول ثم صلى الظهر وهي أول صلاة فرضها الله تعالى وصلى أمير المؤمنين (ع) مع النبي ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله من يومه إلى خديجة فأخبرها فتوضأت وصلت صلاة العصر من ذلك اليوم.
وروي ان جبرئيل أخرج قطعة ديباج فيه خط فقال: اقرأ، قلت: كيف أقرأ ولست بقارئ؟ إلى ثلاث مرات فقال في المرة الرابعة (اقرأ باسم ربك) إلى قوله (ما لم يعلم) ثم أنزل الله جبرئيل وميكائيل (ع) ومع كل واحد منهما سبعون الف ملك، وأتى بالكراسي ووضع تاج على رأس محمد صلى الله عليه وآله وأعطى لواء الحمد بيده فقال اصعد عليه واحمد الله، فلما نزل عن الكرسي توجه إلى خديجة فكان كل شئ يسجد له ويقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبي الله، فلما دخل الدار صارت الدار منورة فقالت خديجة: وما هذا النور! قال: هذا نور النبوة قولي لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقالت: طال ما قد عرفت ذلك، ثم أسلمت، فقال يا خديجة انى لأجد بردا، فدثرت عليه فنام فنودي (يا أيها المدثر) الآية، فقام وجعل إصبعه في اذنه وقال: الله أكبر الله أكبر، فكان كل موجود يسمعه يوافقه.
وروي انه لما نزل قوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك؟ قال: أرأيتكم إن أخبرتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني، قالوا: بلى، قال:
فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا، فنزلت سورة تبت يدا أبى لهب.