ومنهم المهندسون وهو أعلمهم، حفص بن غالب مرفوعا قال: بينا رجلان جالسان في زمن عمر إذ مر بهما عبد مقيد فقال أحدهما: ان لم يكن في قيده كذا وكذا فامرأته طالق ثلاثا، وحلف الآخر بخلاف مقاله فسئل مولى العبد ان يحل قيده حتى يعرف وزنه فأبي فارتفعا إلى عمر فقال لهما: اعتزلا نساء كما، وبعث إلى علي وسأله عن ذلك فدعا بإجانة فأمر الغلام ان يجعل رجله فيها ثم امر ان يصب الماء حتى غمر القيد والرجل ثم علم في الإجانة علامة وأمره ان يرفع قيده من رجله فنزل الماء من العلامة فدعا بالحديد فوضعه في الإجانة حتى تراجع الماء إلى موضعه ثم امر ان يوزن الحديد فوزن فكان وزنه بمثل وزن القيد وأخرج القيد فوزن فكان مثل ذلك فعجب عمر.
التهذيب، قال رجل لأمير المؤمنين: انى حلفت ان ازن الفيل، فقال: لم تحلفون بما لا تطيقون، فقال: قد ابتليت، فأمر (ع) بقرقور فيه قصب فأخرج منه قصب كثير ثم علم صنع الماء بقدر ما عرف صنع الماء قبل ان يخرج القصب ثم صير الفيل فيه حتى رجع إلى مقداره الذي كان انتهى إليه صنع الماء أولا ثم امر بوزن القصب الذي اخرج فلما وزن قال هذا وزن الفيل، ويقال وضع كلكا وعمل المجداف واجري على الفرات أيام صفين.
ومنهم المنجمون وهو أكيسهم، سعيد بن جبير أنه قال: استقبل أمير المؤمنين دهقان، وفى رواية قيس بن سعدانه مزجان بن شاشوا استقبله من المداين إلى جسر بوران فقال له: يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس فإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء و يومك هذا يوم صعب قد اقترن فيه كوكبان وانكفى فيه الميزان وانقدح من برجك النيران وليس الحرب لك بمكان فقال أمير المؤمنين: أيها الدهقان المنبئ بالآثار المخوف من الاقدار ما كان البارحة صاحب الميزان وفى أي برج كان صاحب السرطان وكم الطالع من الأسد والساعات في الحركات وكم بين السراري والذراري، قال: سأنظر إلى الأصطرلاب، فتبسم أمير المؤمنين وقال له: ويلك يا دهقان أنت مسير الثابتات أم كيف تقضي على الجاريات وأين ساعات الأسد من المطالع وما الزهرة من التوابع والجوامع وما دور السراري المحركات وكم قدر شعاع المنيرات وكم التحصيل بالغدوات؟ فقال لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين، فقال له: يا دهقان هل نتج علمك ان انتقل بيت ملك الصين واحترقت