إذا استهل بعد الولادة ثم دفن فقد وئد.
ومنهم الوعاظ وليس لاحد من الأمثال والبعر والمواعظ والزواجر ماله، نحو قوله: من زرع العدوان حصد الخسران، من ذكر المنية نسي الأمنية، من قعد به العقل قام به الجهل، يا أهل الغرور ما أبهجكم بدار خيرها زهيد وشرها عتيد ونعيمها مسلوب وعزيزها منكوب ومسالمها محروم ومالكها مملوك وتراشها متروك. وصنف عبد الواحد الآمدي غرر الحكم من كلامه (ع).
ومنهم الفلاسفة وهو أرجحهم، قال (ع): انا النقطة أبا الخط انا الخط انا النقطة انا النقطة والخط، فقال جماعة: ان القدرة هي الأصل والجسم حجابه والصورة حجاب الجسم لان النقطة هي الأصل والخط حجابه ومقامه والحجاب غير الجسد الناسوتي.
وسئل (ع) عن العالم العلوي فقال: صور عارية عن المواد عالية عن القوة والاستعداد تجلى لها فأشرقت وطالعها فتلألأت والقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله وخلق الانسان ذا نفس ناطقة ان زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوايل عللها وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد.
أبو علي بن سينا: لم يكن شجاعا فيلسوفا قط إلا علي.
الشريف الرضي: من سمع كلامه لا يشك انه كلام من قبع في كسر بيت أو انقطع في سفح جبل لا يسمع إلا حسه ولا يري إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من يتغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقط الرقاب ويجدل الابطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا وهو مع ذلك زاهد الزهاد وبدل الابدال. وهذه من فضايله العجيبة وخصايصة التي جمع بها بين الأضداد، قال السوسي:
في كفه سبب الموت الوفي فمن * عصاه مدله من ذلك السبب في فيه سيف حكاه سيف راحته * سيان ذاك وذا في الخطب والخطب لو قال للحي مت لم يحيي من رهب * أو قال للميت عش ما مات من رعب أو قال لليل كن صبحا لكان ولو * للشمس قال اطلعي بالليل لم تغب أو مد كفا إلى الدنيا ليقلبها * هانت عليه بلا كد ولا تعب ذاك الامام الذي جبريل خادمه * ان ناب خطب ينب عنه ولا ينب وعزرائيل مطواع له فمتى * يقل أمت ذا يمل أو هبه لي يهب رضوان راض به مولى ومالك * مملوك يطيعانه في كل منتدب