مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه ظهر مكنونها وعنه اخذت قوانينها. الجاحظ في كتاب الغرة، كتب إلى معاوية: غرك عزك فصار قصارى ذلك ذلك فاخش فاحش فعلك فعلك تهدى بهدى. وقال (ع): من آمن أمن.
وروى الكلبي عن أبي صالح وأبو جعفر بن بابويه باسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام انه اجتمعت الصحابة فتذاكروا ان الألف أكثر دخولا في الكلام فارتجل عليه السلام الخطبة المونقة التي أولها: حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته وتمت كلمته ونفذت مشيته وبلغت قضيته، إلى آخرها.
ثم ارتجل خطبة أخرى من غير النقط التي أولها: الحمد لله أهل الحمد ومأواه وله أوكد الحمد وأحلاه وأسرع الحمد وأسراه وأظهر الحمد وأسماه وأكرم الحمد وأولاه، إلى آخرها، وقد أوردتهما في المخزون المكنون.
ومن كلامه: تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم، وقوله: ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم بيد واحدة ويقبض منهم عنه أيد كثيرة ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة، وقوله: من جهل شيئا عاداه، مثله (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه)، وقوله: المرء مخبو تحت لسانه فإذا تكلم ظهر، مثله (ولتعرفنهم في لحن القول)، وقوله: قيمة كل امرئ ما يحسن، مثله (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم)، وقوله: القتل يقل القتل، مثله (ولكم في القصاص حياة) ومنهم الشعراء وهو أشعرهم، الجاحظ في كتاب البيان والتبيين وفي كتاب فضايل بني هاشم أيضا، والبلاذري في أنساب الأشراف ان عليا أشعر الصحابة وأفصحهم وأخطبهم وأكتبهم.
تاريخ البلاذري، كان أبو بكر يقول الشعر وعمر يقول الشعر وعثمان يقول الشعر وكان علي اشعر الثلاثة.
ومنهم العروضيون ومن داره خرجت العروض، روي أن الخليل بن أحمد اخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمد الباقر أو علي بن الحسين فوضع لذلك أصولا ومنهم أصحاب العربية وهو أحكمهم، ابن الحريري البصري في درة الغواص، وابن فياض في شرح الاخبار ان الصحابة قد اختلفوا في المؤودة فقال لهم علي (ع) انها لا تكون مؤودة حتى يأنى عليها الثارات السبع، فقال له عمر: صدقت أطال الله بقاك، أراد بذلك المبينة في قوله (ولقد خلقنا الانسان من سلالة) الآية، فأشار انه