بإذن الله، فخرجت الصبية وهي تقول: لبيك يا رسول الله وسعديك، فقال لها: ان أبويك قد أساءا فان أحببت أن أردك عليها؟ فقالت: يا رسول الله لا حاجة لي فيهما وجدت الله خيرا لي منهما.
وقالت قريش لأبي لهب: ان أبا طالب هو الحائل بيننا وبين محمد ولو قتلته لم ينكر أبو طالب وأنت برئ من دمه ونحن نؤدي الدية وتسود قومك، قال: فاني أكفيكموه، فنزل أبو لهب إليه وتسلقت امرأته الحائط حتى وقفت على رسول الله فصاح به أبو لهب فلم يلتفت إليه وهما كانا لا ينقلان قدما ولا يقدران على شئ حتى انفجر الصبح وفرغ النبي من الصلاة فقال أبو لهب: يا محمد أطلقنا، قال: لا أطلق عنكما أو تضمنا لي انكما لا تؤذياني، قالا: قد فعلنا، فدعا ربه فرجعا.
جابر: خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى المسلمين وقال: جدوا في الحفر، فجدوا واجتهدوا ولم يزالوا يحفرون حتى فرغ الحفر والتراب حول الخندق تل عال فأخبرته بذلك فقال: لا تفزع يا جابر فسوف ترى عجبا من التراب، قال: واقبل الليل ووجدت عند التراب جلبة وضجة عظيمة وقائل يقول:
انتسفوا التراب والصعيدا * واستودعوه بلدا بعيدا وعاونوا محمد الرشيدا * قد جعل الله له عميدا أخاه وابن عمه الصنديدا فلما أصبحت لم أجد من التراب كفا واحدا. قال أمير المؤمنين (ع):
ان الذي قد اصطفى محمدا * وأظهر الامر به وأيدا وسر من والى واكبا الحسدا * وأحسن الذخر له ومهدا وجاء بالنور المضئ المحمدا * وناصح الله وخاف الموعدا فصل: فيما ظهر من الحيوانات والجمادات سلمان قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي:
يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فأنا عنده، فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري ولم يكن في المدينة أفقر منه، فانطلقت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي صلى الله عليه وآله فنادى أبو أيوب يا أماه افتحي الباب فقد قدم سيد البشر وأكرم ربيعة ومضر محمد المصطفى والرسول المجتبى، فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء فقالت: وا حسرتا ليت كان لي عين