مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٧٠
وكانت الكفار في حرب الأحزاب عشرة آلاف رجل، وبنو قريظة قائمون بنصرتهم والسحابة في أظل شديد (1) فرفع يديه وقال: انزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب. فجاءتهم ريح عاصف تقلع خيامهم، فانهزموا بإذن الله تعالى وأيدهم بجنود لم يروها.
وأخذ النبي صلى الله عليه وآله يوم بدر كفا من التراب، ويقال حصى وترابا فرمى به في وجوه القوم فتفرق الحصى في وجوه المشركين، فلم يصب من ذلك أحدا إلا قتل أو أسر، وفيه نزل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). قال القيرواني:
أعميت جيشا بكف من حصى فجثوا * وعقلوا عن حراك النفل بالنفل (2) وقال نصر بن المنتصر:
ومن رمى كف حصاة في الوغى * فهزم القوم العدى لما رمى وقال خطيب منبج:
ومن نثر الحصى في يوم بدر * فصاح بهم فولوا هاربينا ومن نصرته امدادا عليهم * ملائكة السماء مسمومينا ابن المهدي المامطيري في مجالسه: ان النبي صلى الله عليه وآله كتب إلى كسرى: من محمد رسول الله إلى كسرى بن هرمزد، اما بعد فاسلم تسلم وإلا فأذن بحرب من الله ورسوله والسلام على من اتبع الهدى، فلما وصل إليه الكتاب مزقه واستخف وقال: من هذا الذي يدعوني إلى دينه ويبدأ باسمه قبل اسمي؟ وبعث إليه بتراب، فقال صلى الله عليه وآله:
مزق الله ملكه كما مزق كتابي أما انه ستمزقون ملكه وبعث إلي بتراب أما انكم ستملكون ارضه، فكان كما قال.
الماوردي في أعلام النبوة: ان كسرى كتب في الوقت إلى عامله باليمن باذن ويكنى أبا مهران ان احمل إلي هذا الذي يذكر انه نبي، وبدأ باسمه قبل اسمي ودعاني إلى غير ديني، فبعث إليه فيروز الديلمي في جماعة مع كتاب يذكر فيه ما كتب به كسرى، فأتاه فيروز بمن معه فقال له: ان كسرى امرني ان أحملك إليه، فاستنظره ليلة فلما كان من الغد حضر فيروز مستحشا (3) فقال النبي صلى الله عليه وآله: اخبرني ربى انه قتل ربك البارحة سلط الله عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات من الليل فامسك حتى

(1) الظاهر أن المراد بالسحابة بالضم فضلة ماء في الغدير، والاظل بطن الإصبع ومن الإبل باطن المنسم وهو مجلس خف البعير، والعبارة كناية عن ضيق الماء وشدة المعاش.
(2) النفل بالتحريك: الغنيمة.
(3) استحش: عطش.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404