مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٦٧
أبو رافع لام الفضل بنت العباس: تلك الملائكة، فجعل يضربني فضربت أم الفضل على رأسه بعمود الخيمة فقلقت رأسه شجة منكرة فعاش سبع ليال، وقد رماه الله بالعدسة (1) ولقد تركه أبناه ثلاثا لا يدفنانه وكانت قريش تتقي العدسة فدفنوه بأعلى مكة على جدار وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه، ونزل قوله تعالى (لقد حق القول) الآيات، في أبى جهل، وذلك أنه كان حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه، فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليدمغه فلما رفعه أثبتت يده على عنقه ولزق الحجر بيده فلما عاد إلى أصحابه وأخبرهم بما رأى سقط الحجر من يده، فقال رجل من بني مخزوم: أنا أقتله بهذا الحجر، فأتاه وهو يصلي ليرميه بالحجر فأغشى الله بصره، فجعل يسمع صوته ولا يراه، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم، حتى نادوه ما صنعت؟
فقال: ما رأيته ولقد سمعت صوته وحال بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه لو دنوت منه لأكلني.
ابن عباس في قوله (وجعلنا من بين أيديهم سدا) ان قريشا اجتمعت فقالت:
لئن دخل محمد لنقومن إليه قيام رجل واحد، فدخل النبي صلى الله عليه وآله فجعل الله من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فلم يبصروه، فصلى صلى الله عليه وآله ثم أتاهم فجعل ينثر على رؤسهم التراب وهم لا يرونه، فلما جلى عنهم رأوا التراب فقالوا: هذا ما سحركم ابن أبي كبشة ولما نزلت الأحزاب على المدينة عبئ أبو سفيان سبعة آلاف رام كوكبة واحدة ثم قال: ارموهم رشقا واحدا، فوقع في أصحاب النبي سهام كثيرة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله فلوح إلى السهام بكمه ودعا بدعوات فهبت ريح عاصفة فردت السهام إلى القوم، فكل من رمى سهما عاد السهم إليه فوقع في جرحه بقدرة الله وبركة رسوله.
ودخل النبي صلى الله عليه وآله مع ميسرة إلى حصن من حصون اليهود ليشتروا خبزا وأدما فقال يهودي: عندي مرادك، ومضى إلى منزله وقال لزوجته: اطلعي إلى أعالي الدار فإذا دخل هذا الرجل فارمي هذه الصخرة عليه، فبادرت المرأة الصخرة فهبط جبرئيل فضرب الصخرة بجناحه فخرقت الجدار وأتت تهتز كأنها صاعقة فاحتاطت بحلق الملعون وصارت في عنقه كدور الرحى فوقع كأنه المصروع، فلما أفاق جلس وهو يبكي، فقال له النبي: ويلك ما حملك على هذا الفعال؟ فقال: يا محمد لم يكن لي في المتاع حاجة بل أردت قتلك وأنت معدن الكرم وسيد العرب والعجم اعف عني، فرحمه النبي فانزاحت الصخرة عن عنقه.

(1) العدسة: بثرة تخرج في موضع من الجسد وهي من جنس الطاعون وتقتل صاحبها غالبا
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404