محمدا لقمنا مقام رجل واحد ولنقتلنه، فدخلت فاطمة على النبي صلى الله عليه وآله باكية وحكت مقالهم فقال: يا بنيه ادني وضوء، فتوضأ وخرج إلى المسجد، فلما رأوه قالوا: هاهوذا وخفضت رؤسهم وسقطت أذقانهم في صدورهم فلم يصل إليه رجل منهم فأخذ النبي قبضة من التراب فحصبهم بها وقال: شاهت الوجوه، فما أصاب رجلا منهم إلا قتل يوم بدر.
محمد بن إسحاق: لما خرج النبي صلى الله عليه وآله مهاجرا تبعه سراقة بن جيشم مع خيله فلما رآه رسول الله دعا فكأن قوائم فرسه ساخت (1) حتى تغيبت فتضرع إلى النبي حتى دعا وصار إلى وجه الأرض فقصد كذلك ثلاثا والنبي يقول: يا أرض خذيه، وإذا تضرع قال: دعيه، فكف بعد الرابعة أن لا يعود إلى ما يسوؤه. وفي رواية:
واتبعة دخان حتى استغاثه فانطلق الفرس فعذله أو جهل. وقال سراقة:
أبا حكم واللات لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه عجبت ولم تشكك بأن محمدا * نبي وبرهان فمن ذا يكاتمه عليك فكف الناس عنه فإنني * أرى أمره يوما سيبدو معالمه وقال خطيب منبج:
ومن اخذت سراقة حين أهوى * إليه الأرض أخذة قاطنينا فصاح به وناداه أقلني * فلست لمثلها في العايدينا وقال نصر بن المنتصر:
من قال للأرض خذي فأخذت * عدوه لما رآه قد طغا وقال آخر:
وفي سراقة آيات مبينة * إذ ساخت الحجر في حل بلا وحل وكان صلى الله عليه وآله مارا في بطحاء مكة فرماه أبو جهل بحصاة، فوقعت الحصاة معلقه سبعة أيام ولياليها فقالوا: من يرفعها؟ قال: يرفعه الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها عكرمة: لما غزا يوم حنين قصد إليه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عن يمينه فوجد عباسا فأتى عن يساره فوجد أبا سفيان بن الحارث فأتى من خلفه فوقعت بينهما شواظ من نار فرجع القهقرى فرجع النبي صلى الله عليه وآله إليه وقال: يا شيب يا شيب ادن مني اللهم اذهب عنه الشيطان، قال: فنظرت إليه ولهو أحب إلي من سمعي وبصري، فقال " مناقب ج 1، م 8 "