مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٦٢
لرسول الله وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء، فقال عتبة لأخيه: قد أفسد عليك غلامك، فلما انصرف عنه سئل عن مقالته فقال: والله انه نبي صادق، فقالوا: ان هذا رجل خداع لا يفتننك عن نصرانيتك، وقالوا: لو كان محمد نبيا لشغلته النبوة عن النساء ولأمكنه جميع الآيات ولأمكنه منع الموت عن أقاربه. ولما مات أبو طالب وخديجة فنزل (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك).
وروي عن الحسن العسكري (ع) في خبر ان أبا جهل كتب إلى النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة: ان الحيوط التي في رأسك هي التي ضيقت عليك مكة ورمت بك إلى يثرب وانها لا تزال تنفرك، إلى آخره. فكان جواب النبي: ان أبا جهل بالمكاره والعطب يتهددني ورب العالمين بالنصر والظفر عليه يعدني وخبر الله أصدق والقبول من الله أحق لن يضر محمدا من خذله أو يغضب عليه بعد أن ينصره الله ويتفضل بجوده وكرمه يا أبا جهل انك راسلتني بما ألقاه في جلدك الشيطان وأنا أجيبك بما ألقاه في خاطري الرحمن ان الحرب بيننا وبينك كافية إلى تسعة وعشرين وان الله سيقتلك فيها بأضعف أصحابي وستلقى أنت وعتبة وشيبة والوليد وفلان وفلان، وذكر عددا من قريش في قليب اقتل منكم سبعين وأوسر منكم سبعين أحملهم على الفدا أو القتل، ثم نادى: ألا تحبون أن أريكم مصرع كل واحد من هؤلاء هلموا إلى بدر فان هناك الملتقى والمحشر وهناك البلاء الأكبر، فلم يجبه إلا علي وقال: نعم بسم الله، فقال لليهود اخطوا خطوة واحدة فان الله يطوي الأرض لكم ويوصلكم؟ إلى هناك، فخطى القوم خطوة ثم الثانية فإذا هم عند بئر بدر، فقال: هذا مصرع عتبة وذاك مصرع الوليد، إلى أن سمى تمام سبعين، وسيؤسر فلان وفلان إلى أن ذكر سبعين منهم، فلما انتهوا إلى آخرها قال: هذا مصرع أبي جهل يخرجه فلان الأنصاري ويجهز عليه عبد الله بن مسعود أضعف أصحابي، ثم قال: ان ذلك لحق كائن بعد ثمانية وعشرين يوما.
كم در جهل أبي جهل بمجهلة * وشاب شيبة قبل الموت من وجل وقال حسان بن ثابت:
متى يبد في الليل البهيم جبينه * يلوح كمصباح الدجى المتوقد فمن كان أو من ذا يكون كأحمد * نظاما لحق أو نكالا لملحد؟
وقال بحير بن زهير:
أتانا نبي بعد يأس وفترة * من الله والأوثان في الأرض تعبد
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404