وقال ابن أبي الحديد: ولا كان يوم الغار يهفو جنانه * حذار ولا يوم العريش تسترا ولا كان معزولا غداة براءة * ولا عن صلاة أم فيها مؤخرا ولا كان في بعث ابن زيد مؤمرا؟ * عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا وله أيضا:
ففي براءة أعطيت الأداء لها * لما اتيت عليا بالبلاغ وفي ألفت شمل الهدى بالسيف مجتهدا * لولاك لم تك في حال بمؤتلف وقال الصاحب بن عباد:
سورة التوبة من وليها * بينوا الحق ومن ذا صرفا وله أيضا:
أذكرا امر براءة واصدقاني من تلاها واذكرا من زوج الزهراء كيما يتناهى وقال ابن علوية الأصفهاني:
أم أيهم فخر الأنام بخصلة * طالت طوال فروع كل عنان من بعد إذ بعث النبي إلى منى * ببراءة من كان بالخوان فيها فاتبعه رسولا رده * يعدو به القصوي كالسرحان كانت لوحي منزل وافى به * الروح الأمين فقص عن تبيان إذ قال لا عني يؤدي حجتي * إلا أنا أولى نسيب دان وقال آخر:
وأعلم أصحاب النبي محمد * وأقضاهم من بعد علم وخبرة براءة أداها إلى أهل مكة * بأمر الذي أعلى السماء بقدرة واما قول الجاحظ انه كانت عادة العرب في عقد الحلف وحل العقد انه كان لا يتولى ذلك إلا السيد منهم أو رجل من رهطه فإنه أراد ان يذمه فمدحه.
واجمع أهل السير وقد ذكره التاريخي ان النبي صلى الله عليه وآله بعث خالدا إلى اليمن يدعوهم إلى الاسلام فيهم البراء بن عازب فأقام ستة اشهر فلم يجبه أحد فساء ذلك على النبي وأمره ان يعزل خالد فلما بلغ أمير المؤمنين (ع) القوم صلى بهم الفجر ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله فأسلم همدان كلها في يوم واحد وتبايع أهل اليمن على الاسلام فلما بلغ ذلك رسول الله خر لله ساجدا وقال السلام على همدان.