مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٨٩
النيسابوري في روضة الواعظين أنه قال عروة بن الزبير: سمع بعض التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت في علي بن أبي طالب (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) الآية. قال الرجل: فأتيت عليا وقت المغرب فوجدته يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر ثم جدد وضوئه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر ثم قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم إلى أن قام إلى صلاة الظهر فجدد الوضوء ثم صلي بأصحابه الظهر ثم قعد في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم إلى أن غابت الشمس.
وفى تفسير القشيري انه كان (ع) إذا حضر وقت الصلاة تلون وتزلزل فقيل له مالك! فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وحملها الانسان في ضعفه فلا أدري أحسن إذا ما حملت أم لا.
عروة ابن الزبير قال: تذاكرنا صالح الاعمال فقال أبو الدرداء: أعبد الناس علي بن أبي طالب سمعته قائلا بصوت حزين ونغمة شجية في موضع خال: إلهي كم من موبقة حلمتها عني فقابلتها بنعمتك وكم من جريرة تكرمت علي بكشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ولا انا براج غير رضوانك ثم ركع ركعات فأخذ في الدعاء والبكاء فمن مناجاته إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي، ثم قال:
آه ان انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وأنت محصيها فتقول خذوه فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته يرجمهم البلاء إذا اذن فيه بالنداء آه من نار تنضج الأكباد والكلى آه من نار لواعة للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى، ثم أنعم (ع) في البكاء فلم اسمع له حسا فقلت غلب عليه النوم أوقظه لصلاة الفجر فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك فقلت انا لله وانا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب، قال: فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم فقالت فاطمة (ع) ما كان من شأنه؟ فأخبرتها فقالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله تعالى ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وانا أبكي فقال: هم بكاؤك يا أبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشني ملائكة غلاظ وزمانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار قد أسلمتني الأحباء ورحمني أهل الدنيا أشد رحمة لي بين يدي من لا يخفى عليه خافية.
واخذ زين العابدين (ع) بعض صحف عباداته فقرأ فيها يسيرا ثم تركها من
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404