مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٧١
حتى أخطبك من أهلك؟ قالت: أنا الدنيا، فقال (ع): ارجعي فاطلبي زوجا غيري فلست من شأني، وأقبل على مسحاته وأنشأ:
لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي أن غرت قرونا بباطل أتتنا على زي العروس بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمايل فقلت لها غري سواي فإنني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا وان محمدا * رهين بقفر بين تلك الجنادل وهبها أتتني بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبايل أليس جميعا للفناء مصيرنا * ويطلب من خزانها بالطوايل فغري سواي انني غير راغب * لما فيك من عز وملك ونايل وقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشأنك يا دنيا وأهل الغوايل فاني أخاف الله يوم لقائه * وأخشى عذابا دائما غير زايل الباقر (ع): انه ما ورد عليه أمران كلاهما رضى الله إلا أخذ بأشدهما على بدنه.
وقال معاوية لصرار بن ضمرة: صف لي عليا، قال: كان والله صواما بالنهار قواما بالليل يحب من اللباس أخشنه ومن الطعام أجشبه وكان يجلس فينا ويبتدي إذا سكتنا ويجيب إذا سألنا يقسم بالسوية وبعدل في الرعية لا يخاف الضعيف من جوره ولا يطمع القوي في ميله والله لقد رأيته ليلة من الليالي وقد أسبل الظلام سدوله وغارت نجومه وهو يتململ في المحراب تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ولقد رأيته مسيلا للدموع على خده قابضا على لحيته يخاطب دنياه فيقول يا دنيا أبي تشوقت ولي تعرضت لا حان حينك فقد أنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك فعيشك قصير وخطرك يسير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
ابن بطة في الإبانة، وأبو بكر بن عياش في الأمالي عن أبي داود عن السبيعي عن عمران بن حصين قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وعلي إلى جنبه إذ قرأ النبي هذه الآية (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) قال:
فارتعد علي فضرب النبي على كتفيه وقال: مالك يا علي؟ قال: قرأت يا رسول الله هذه الآية فخشيت ان أبتلي بها فأصابني ما رأيت، فقال رسول الله: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة. قال الحميري:
وانك قد ذكرت لدى مليك * يذل لعزه المتجبرونا فخر لوجهه صعقا وأبدى * لرب الناس رهبة راهبينا
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404