مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
العطش وهم صيام ثم قال لعلي (ع): سر مع هؤلاء السقاة حتى ترد بئر ذات العلم وتستقي وتعود إن شاء الله، فخرج علي قائلا:
أعوذ بالرحمن ان اميلا * من غرف جن اظهروا تأويلا وأوقدت نيرانها لعلها تهويلا * وقرعت مع غرفها طبولا قال: فداخلنا الرعب فالتفت علي الينا وقال: اتبعوا أثري ولا يفزعنكم ما ترون وتسمعون فليس بضائركم انشاء الله، ثم مضى فلما دخلنا الشجر فإذا بنيران تضطرم بغير حطب وأصوات هائلة ورؤوس مقطعة لها ضجة وهو يقول: اتبعوني ولا خوف عليكم ولا يلتفت أحد منكم يمينا ولا شمالا، فلما جاوزنا الشجرة ووردنا الماء أدلى البراء بن عازب دلوه في البئر فاستقى دلوا أو دلوين ثم انقطع الدلو فوقع في القليب والقليب ضيق مظلم بعيد القعر فسمعنا من أسفل القليب قهقهة وضحكا شديدا فقال علي: من يرجع إلى عسكرنا فيأتينا بدلو ورشا؟ فقال أصحابه: لن نستطيع ذلك، فاتزر بميزر ونزل في القليب وما تزداد القهقهة إلا علوا وجعل ينحدر في مراقي القليب إذ زلت رجله فسقط فيه فسمعنا وجبة شديدة واضطرابا وغطيطا كغطيط المخنوق ثم نادى: الله أكبر الله أكبر أنا عبد الله وأخو رسول الله هلموا قربكم، فأقعمها واصعدها على عتقه شيئا فشيئا ومضى بين أيدينا فلم نر شيئا، فسمعنا صوتا يقول:
أي فتى ليل أخي روعات * وأي سباق إلى الغايات لله در الغرر السادات * من هاشم الهامات والقامات مثل رسول الله ذي الآيات * أو كعلي كاشف الكربات كذا يكون المرء في الحاجات فارتجز أمير المؤمنين عليه السلام:
الليل هول يرهب المهيبا * ويذهل المشجع اللبيبا فإنني أهول منه ذيبا * ولست أخشى الروع والخطوبا إذا هززت الصارم القضيبا * أبصرت منه عجبا عجيبا وانتهى إلى النبي وله زجل فقال رسول الله: ماذا رأيت في طريقك يا علي؟
فأخبره الخبر كله فقال: ان الذي رأيته مثل ضربه الله لي ولمن حضر معي في وجهي هذا، قال علي: اشرحه لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: اما الرؤوس التي رأيتم لها ضجة " المناقب ج 1، م 45 "
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404