أشخاص مثل الزط يخيل الينا ان في أيديهم شعل النار وقد اطمأنوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين بطن الوادي وهو يتلو القرآن ويؤمي بسيفه يمينا وشمالا فما لبث الأشخاص حتى صارت كالدخان الأسود وكبر أمير المؤمنين ثم صعد فقال: كفى الله كيدهم وكفى المسلمين شرهم وسيسبقني بقيتهم إلى النبي فيؤمنوا به، قال: فلما وافى النبي قال له:
لقد سبقك يا علي إلي من أخافه الله بك فأسلم.
وهذا كما رويتم عن ابن مسعود قصة ليلة الجن، وتصح محاربة الجن بأسماء الله تعالى. قال أبو الفتح محمد السابوري.
وفي الجن فضل وفي حرفهم * أعاجيب علم لمستعلم وقال أبو الحسن البياضي:
من قاتل الجن غير حيدرة * وصاح فيهم بصوته الجهور فصوته قد علا غريفهم * إذ قال هات الحسام يا قنبر فانهزموا ثم مزقت شيعا * منه العفاريت خيفة تذعر وقال أبو الحسن الأسود:
من قاتل الجن الطغاة فأسلموا * في البئر كرها يا اولي الألباب من هز خيبر هزة فتساقطت * أبراجها لما دحى بالباب محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس، وأبو عمر وعثمان بن أحمد عن محمد بن هارون باسناده عن ابن عباس في خبر طويل انه أصاب الناس عطش شديد في الحديبية فقال النبي: هل من رجل يمضى مع السقاة إلى بئر ذات العلم فيأتينا بالماء وأضمن له على الله الجنة فذهب جماعة فيهم سلمة بن الأكوع فلما دنوا من الشجرة والبئر سمعوا حسا وحركة شديدة وقرع طبول ورأوا نيرانا تتقد بغير حطب فرجعوا خائفين ثم قال: هل من رجل يمضي مع السقاة فيأتينا بالماء اضمن له على الله الجنة، فمضى رجل من بنى سليم وهو يرتجز:
أمن غريف ظاهر نحو السلم * ينكل من وجهه خير الأمم من قبل ان يبلغ آبار العلم * فيستقي والليل مبسوط الظلم ويا من الذم وتوبيخ الكلم فلما وصلوا إلى الحس رجعوا وجلين فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل من رجل يمضي مع السقاة إلى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء اضمن له على الله الجنة فلم يقم أحد واشتد بالناس