الوصية الظاهرة ونص عليه بالإمامة وسلم إليه بعد ذلك الاسم الأعظم ومواريث الأنبياء وكان فيما قاله في أمر ناقته ان يحسن إليها ولا يحمل عليها وأن تكون في الحظيرة وكان (ع) حج عليها عشرين حجة ما قرعها بخشبة وروي انه (ع) كان قائما في صلاته إذ وقع ابنه (ع) وهو صغير في بئر كانت في داره بعيدة القعر فصرخت أمه وأقبلت تضرب بنفسها الأرض حوالي البئر وتقول يا بن رسول الله غرق ابنك محمد وكل من في الدار يسمع كلامها وزين العابدين (ع) لا ينثني عن الصلاة وهو يسمع اضطراب ابنه محمد في قعر البئر فلما لم ينفتل عن الصلاة قالت جزعا ما أقسى قلبك فاقبل (ع) على صلاته ولم ينثن عنها الا بعد اتمامه ثم اقبل إلى البئر ومد يده (ع) إلى قعرها وكان لا يصل إليه الا حبل طويل فاخرج محمدا على يده يناغي ويضحك لم يبتل ثوبه بالماء فضحكت أم محمد لسلامة ابنها وبكت لما قالته لزين العابدين (ع) فقال لا تثريب عليك لو علمت اني بين يدي جبار لو ملت بوجهي لمال بوجهه عني لما بدرت منك تلك الكلمة وقبض عليه السلام في سنة خمس وتسعين من الهجرة وسنه تسع وخمسون سنة وروي سبع وخمسون سنة ودفن في البقيع في قبر أبي محمد الحسن بن علي (ع) روي أن ناقته خرجت إلى البقيع فضربت بجرانها الأرض ولم تزل دموعها تجري من عينيها فبعث أبو جعفر الباقر (ع) بمن ردها إلى موضعها
(٦٥)