يا سلمان أكثرت من عجائب أمير المؤمنين علي (ع) ولست بمنكر فضله الا انه يتنفس الصعداء ويطرد الغضاء فقال له سلمان حدثني بشئ مما رأيت منه فقال عمر يا أبا عبد الله نعم خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شئ من أمر الخمس فقطع حديثي وقام من عندي وقال مكانك حتى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة فخرج فما كان بأسرع من أن رجع وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير فقلت ما شأنك فقال نفر من الملائكة وفيهم رسول الله (ص) يريدون مدينة بالمشرق يقال لها (صيحون) فخرجت لاسلم عليه فهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي فضحكت تعجبا حتى استلقيت على قفاي فقلت رجل مات وبلى وأنت تزعم انك لقيته الساعة وسلنت عليه هذا من العجائب ومما لا يكون فغضب ونظر إلي وقال اتكذبني يا بن الخطاب فقلت لا تغضب وعد إلى ما كنا فيه فان هذا الأمر مما لا يكون قال فان اريتكه حتى لا تنكر منه شيئا استغفرت الله مما قلت وأضمرت وأحدثت توبة مما أنت عليه قلت نعم فقال قم معي فخرجت معه إلى طرف المدينة فقال غمض عينيك فغمضتهما فمسحهما بيده ثلاث مرات ثم قال افتحهما فإذا انا والله يا أبا عبد الله برسول الله في نفر من الملائكة لم أنكر منه شيئا فبقيت والله متعجبا انظر إليه فلما اطلت قال لي نظرته قلت نعم قال غمض عينيك فغمضتهما ثم قال افتحهما ففتحتهما فإذا لا عين ولا أثر قال سلمان فقلت له هل رأيت من علي (ع) غير ذلك قال نعم لا اكتمه عنك خصوصا استقبلني يوما واخذ بيدي ومضى بي إلى الجبانة
(٣٤)