فقمنا وقام ووقفنا بباب إحدى القباب المزينة وهي اجلها وأعظمها وسلمنا على أمير المؤمنين (ع) وهو قاعد فيها ثم عدل إلى قبة أخرى وعدلنا معه فسلم وسلمنا على الحسن بن علي (ع) وعدلنا منها إلى قبة بإزائها فسلمنا على الحسين بن علي (ع) ثم على علي بن الحسين (ع) ثم على محمد بن علي (ع) كل واحد منهم في قبة مزينة مزخرفة ثم عدل إلى بنية بالجزيرة وعدلنا معه وإذا فيها قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون الفرش والستور وإذا فيها سرير من ذهب مرصع بأنواع الجواهر فقلت يا مولاي لمن هذه القبة فقال للقائم منا أهل البيت صاحب الزمان (ع) ثم اومى بيده وتكلم بشئ وإذا نحن فوق الأرض بالمدينة في منزل أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) واخرج خاتمه وختم الأرض بين يديه فلم أر فيها صدعا ولا فرجة ولما حان وقته وقرب امره (ع) أحضر ابنه أبا إبراهيم موسى ابن جعفر (ع) ودفع إليه السلاح ومواريث الأنبياء (ص) ونص عليه بمشهد جماعة من مواليه وشيعته وقبض (ع) وله خمس وستون سنة في سنة ثمان وأربعين ومأة من الهجرة وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين وأقام مع جده علي بن الحسين (ع) ثم اثنتي عشرة سنة ومع أبيه عشرين سنة ومنفردا بالإمامة ثلاثا وثلاثين سنة ومشهده بالبقيع إلى جانب قبر أبيه وجده (ع) وروى أنه (ع) دفن بالبقيع في قبر أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)
(٨٤)