اخبرني يا بن رسول الله (ص) قال (ع) قدر قطرة من المطر في البحر الأخضر ما يكون ذلك من علم الكتاب كله فقلت ما أقل هذا فقال (ع) بهذا القليل من علم الكتاب اتى بعرش بلقيس من سبأ قبل ان يرتد إلى سليمان طرفه ثم قال (ع) اما قرأت في كتاب الله تعالى قل كفا بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب وأومى بيده إلى صدره وقال علم الكتاب كله عندنا وروي انه (ع) لما خرج من بين يدي المنصور نزل الحيرة فبينما هو إذ اتاه الربيع فقال له أجب أمير المؤمنين فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة الخلق لم يعرفها أحد وذكر من وجدها انه رآها قد سقطت مع المطر فلما دخل (ع) قال له المنصور يا أبا عبد الله اخبرني عن الهواء اي شئ فيه فقال له بحر قال فله سكان قال (ع) نعم قال المنصور وما سكانه فقال (ع) خلق أبدانهم أبدان الحيتان ورؤسهم رؤس الطير ولهم أجنحة كأجنحة الطير من ألوان شتى فدعا المنصور بالطست فإذا ذلك الخلق فيه فما زاد على ما وصفه (ع) فاذن له فانصرف (ع) ثم قال المنصور للربيع هذا الشجى المعترض في حلقي من اعلم الناس في زمانهم وروي من عبد الاعلى بن أعين وعبيدة بن بشير قالا كنا عند أبي عبد الله الصادق (ع) فقال ابتداء منه والله اني اعلم ما في السماء وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما كان وما يكون إلى يوم يقوم الساعة ثم تنكب ثم قال اعلمه من كتاب الله عز وجل انه سبحانه يقول فيه تبيانا لكل شئ
(٧٩)