أبو عبد الله جعفر (ع) على حمار مصري فلحقته في الستر الأول وهو يقول يا كافي موسى من فرعون يا كافي محمد الأحزاب ثم لحقته في الستر الذي بينه وبين المنصور وهو يقول يا دائم ثم تكلم بكلام وأطبق شفتيه (ع) ولم ادر ما الذي قال فرأيت القصر يموج بي كأنه سفينة في موج البحار ورأيت المنصور وهو يسعى بين يدي أبي عبد الله الصادق (ع) حافي القدم مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه وارتعدت فرائصه يسود ساعة ويصفر ساعة أخرى حتى اخذ بعضد أبي عبد الله (ع) واجلسه على سرير ملكه وجثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي سيده ثم قال له يا بن رسول الله ما الذي جاء بك في هذا الوقت فقال عليه السلام دعوتني فأجبتك فقال له المنصور سل ما شئت فقال أبو عبد الله حاجتي لا تدعوني حتى أجيئك ولا تسأل عني حتى اسأل عنك فقال المنصور لك ذلك وخرج أبو عبد الله (ع) من عنده فدعا المنصور بالدووايح والفنك والسمور والحواصل وهو يرتعد فنام تحته فلم ينتبه الا في نصف الليل فلما انتبه واني عند رأسه جالسا فقال لي أجالس أنت يا محمد قلت نعم يا أمير المؤمنين فقال ارفق حتى اقضي ما فاتتني من الصلاة وأحدثك فلما انفتل من الصلاة اقبل علي وقال يا محمد لما أحضرت أبا عبد الله جعفر بن محمد وقد هممت من السوء بما قد هممت به رأيت تنينا قد جرى بذنبه جميع البلد وقد وضع شفته السفلى في أسفل قبتي هذه وشفته العليا في أعلى مقامي وهو ينادي بلسان طلق ذلق عربي مبين ويقول يا أبا عبد الله ان الله عز وجل بعثني
(٨١)