مقالا (حفانه) عنك فمضى وعاد وقال له لك قد أطلقت جعفرا لك فخلا سبيله ومضى معه إلى داره وحدثني أبو التحف المصري يرفع الحديث برجاله إلى أبي يعقوب إسحاق بن ابان قال كان أبو محمد (ع) يبعث إلى أصحابه وشيعته صيروا إلى موضع كذا وكذا والى دار فلان بن فلان العشاء والعتمة في كيلة كذا فإنكم تجدوني هناك وكان المتوكلون به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه (ع) بالليل والنهار وكان يعزل في كل خمسة أيام الموكلين ويولى آخرين بعد أن يجدد عليهم الوصية بحفظه والتوفر على ملازمة بابه فكان أصحابه وشيعته يصيرون إلى الموضع وكان عليه السلام قد سبقهم إليه فيرفعون حوائجهم إليه فيقضيها لهم على منازلهم وطبقاتهم وينصرفون إلى أماكنهم بالآيات والمعجزات وهو (ع) في حبس الأضداد وروي ان أحدا أصحابه صار إليه وهو في الحبس وخلا به فقال له أنت حجة الله في ارضه وقد حبست في خان الصعاليك فأشار بيده وقال (ع) انظر فإذا حوليه روضات وبساتين وانهار جارية فتعجب الرجل فقال (ع) حيث ما كنا هكذا لسنا في خان الصعاليك عن أحمد بن مصقلة قال دخلت على أبي محمد (ع) فقال لي يا احمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب فقلت لما ورد الكتاب بخبر مولد سيدنا (ع) لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الا قال بالحق قال (ع) اما علمتم ان الأرض لا تخلوا من حجة الله
(١٢٦)