الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم ان يصالحوا غطرفة وقومه فيكون بعض المراعي لغطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زها ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم امنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف وما زالت معهم إلى الساعة فقال غطرفة يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا حدث محمد بن همام القطان قال حدثني الحسن بن الحليم قال حدثنا عباد بن صهيب قال حدثنا الأعمش قال نظرت ذات يوم وانا في المسجد الحرام إلى رجل كان يصلي فأطال وجلس يدعو بدعاء حسن إلى أن قال يا رب ان ذنبي عظيم وأنت أعظم منه ولا يغفر الذنب العظيم الا أنت يا عظيم ثم انكب على الأرض يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه وانا اسمع وأريد ان يتم سجوده ويرفع رأسه واقائله واسأله عن ذنبه العظيم فما رفع رأسه أدرت إليه وجهي ونظرت في وجهه فإذا وجهه وجه كلب ووبر كلب وبدنه بدن انسان فقلت له يا عبد لله ما ذنبك الذي استوجب به ان يشوه الله خلقك فقال يا هذا ان ذنبي عظيم وما أحب ان يسمع به أحد فمازلت به إلى أن قال كنت رجلا ناصبيا أبغض علي بن أبي طالب (ع) واظهر ذلك ولا أكتمنه فاجتاز بي ذات يوم رجل وانا أذكر أمير المؤمنين (ع) بغير الواجب فقال مالك ان كنت كاذبا فلا أخرجك الله من الدنيا حتى يشوه بخلقك لتكون شهرة في الدنيا قبل الآخرة فبت معافي وقد حول
(٣٩)